في خطوة جديدة نحو تطوير منظومة النقل الذكي والمستدام في القاهرة الكبرى، أعلنت الحكومة عن بدء تشغيل المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي BRT قبل افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو المقبل.
يأتي هذا ضمن جهود الدولة لإنشاء شبكة نقل جماعي حديثة، صديقة للبيئة، تربط بين مختلف أحياء القاهرة الكبرى والمحاور الإقليمية، بما يسهم في تقليل الزحام، وتحسين جودة الهواء، وتوفير وسيلة انتقال آمنة وسريعة للمواطنين.
الحكومة: بدء تشغيل المرحلة الثانية من الأتوبيس الترددي قبل افتتاح المتحف الكبير
أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بتصريحات إعلامية، أن المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي BRT من المقرر تشغيلها خلال يوليو المقبل.
جاء ذلك عقب الجولة التفقدية لمتابعة مدى جاهزية المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT.
بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية.
مشروع الأتوبيس الترددي كان بمثابة حلم
استهل رئيس الوزراء حديثه قائلاً: سعدت خلال الجزء الأول من جولتنا الميدانية اليوم، برفقه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إلى جانب محافظي القاهرة والقليوبية، حيث قمنا بتفقد المرحلة الأولى من تشغيل مشروع الأتوبيس الترددي الكهربائي.
أشار إلى أن هذا المشروع كان بمثابة حلم تسعى الدولة إلى تحقيقه ضمن خطة تطوير منظومة النقل في القاهرة الكبرى، التي تضم 3 محافظات.
يعتمد المشروع على تشغيل الأتوبيس الترددي الكهربائي على امتداد الطريق الدائري بطول يتجاوز 105 كيلومترات، ويتضمن عددًا كبيرًا من المحطات التي تخدم مختلف التجمعات السكنية الواقعة على طول المسار، لتسهيل انتقال المواطنين منها إلى أي منطقة داخل القاهرة.
وأوضح، أن التخطيط للمشروع تضمن إنشاء محطات محددة، يُخصص عند كل منها موقفان للميكروباصات وسيارات الأجرة من الجانبين، بهدف تسهيل وصول المواطنين إلى هذه المحطات من مختلف أحياء القاهرة لاستخدام الأتوبيس الترددي.
مميزات الأتوبيس الترددي
وأضاف، أن ما يميز هذا المشروع هو الربط المباشر بين الأتوبيس الترددي وعدد من محطات مترو الأنفاق، إلى جانب المحطات المركزية الكبرى مثل محطة “عدلي منصور” والمواقف الإقليمية التي تستقبل خطوط النقل من مختلف المحافظات إلى القاهرة الكبرى.
تابع: أن هذا المشروع يمثل وسيلة نقل جماعي متطورة وعالية الكفاءة، مطبقة في العديد من دول العالم، لافتًا إلى أن العديد من دول أمريكا الجنوبية تعتمد بشكل رئيسي على هذا النظام في منظومة النقل العام.
أعرب مدبولي عن تفاؤله بقرب بدء التشغيل الفعلي، مشيرًا إلى أن الجولة التفقدية اليوم بدأت من تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وصولاً إلى محطة أكاديمية الشرطة، حيث تم الانتهاء بالكامل من تجهيز المحطات على هذا المسار وأصبحت جاهزة للتشغيل.
انتهاء المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي في يوليو المقبل
استكمل: أن المرحلة الثانية تمتد من محطة أكاديمية الشرطة إلى طريق القاهرة – الفيوم حتى المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أنه من المستهدف الانتهاء من أعمال هذه المرحلة وتشغيلها بحلول يوليو المقبل.
بهذا تكون الدولة قد أنجزت أكثر من ثلاثة أرباع مشروع الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري، ويتبقى فقط الجزء الممتد من المتحف الكبير حتى تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي، والذي من المخطط الانتهاء منه في أقرب وقت ممكن.
الأتوبيس الترددي نقلة حضارية بمنظومة النقل داخل القاهرة الكبرى
لفت رئيس الوزراء إلى أن مشروع الأتوبيس الترددي سيمثل نقلة حضارية نوعية في منظومة النقل داخل القاهرة الكبرى، حيث يعتمد على أتوبيسات كهربائية نظيفة وصديقة للبيئة، توفر وسيلة تنقل سريعة وفعالة للمواطنين بتكلفة أقل مقارنة بوسائل النقل الأخرى، مشيرًا إلى أنها مكيفة ومزودة بأعلى درجات التجهيز.
وأوضح، أن هذا المشروع، إلى جانب مشروعات أخرى، كان مطروحًا للتنفيذ منذ أكثر من 25 عامًا، إلا أن الإرادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وإصراره على تنفيذ المشروعات التي تخدم المواطن المصري، كانت العامل الحاسم في دفع العمل قدمًا وتحويل هذه الخطط إلى واقع.
أكد مدبولي، أن الحكومة تستعد للاحتفال باكتمال المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة.
اقرأ أيضاً.. الرئيس السيسي بقمة بغداد: منطقتنا تواجه تحديات معقدة تتطلب أن نكون على قلب رجل واحد
فيما توجه الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، خلال حديثه بالشكر لرئيس الوزراء على تواجده اليوم لتفقد المرحلة الأولى من التشغيل التجريبي للأتوبيس الترددي السريع، بداية من طريق الإسكندرية الزراعي، وصولاً إلى أكاديمية الشرطة، بطول يصل إلى نحو 35 كم، بما يوازي ثلث هذا المشروع.
أكد الوزير، أنه قد وعد رئيس الوزراء من المقرر بدء تشغيل المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي قبل افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل.
وأوضح، أن هذه المرحلة تُعد الأكبر من حيث الامتداد، وتشكل القوس الجنوبي الكامل للطريق الدائري، حيث تمر بعدد من المناطق الحيوية مثل القاهرة الجديدة، المعادي، الجيزة، المريوطية، والمنصورية حتى طريق الفيوم، مع استكمال محطتين إضافيتين عند تقاطع طريق الواحات مع الدائري بمنطقة كوبري زويل، وصولاً إلى محطة المتحف المصري الكبير، التي تُعد آخر محطات المرحلة الثانية.
أشار الوزير إلى أنه مع الانتهاء من هذه المرحلة، تكون الدولة قد أنجزت نحو 75% من مسار المشروع والمحطات السطحية.
محطات الأتوبيس الترددي تخدم المواطنين القادمين من الطريق الدائري والأقاليم
لفت إلى أن جميع المحطات والمواقف تم تصميمها لخدمة الركاب القادمين من الطريق الدائري، أو من المحافظات المجاورة، وكذلك من الطرق الداخلية الرئيسية والمزدحمة مثل المرج والسلام، حيث تم اختيار مواقع المحطات بعناية لتقع عند تقاطعات مهمة تخدم شرائح واسعة من المواطنين.
قال وزير الصناعة والنقل، إنه مع بدء تشغيل الأتوبيس الترددي الكهربائي، إلى جانب الخط الخامس لمترو القاهرة، ستكتمل شبكة متكاملة من وسائل النقل الجماعي الأخضر المستدام المعتمدة بالكامل على الطاقة الكهربائية.
وأوضح، أن هذه الشبكة ستربط مختلف مناطق القاهرة ببعضها، كما ستوفر اتصالاً مباشراً مع جميع المحاور الخارجية التي تربط العاصمة ببقية محافظات الجمهورية.
لفت إلى أن الراكب بات اليوم قادراً على الوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة من أي نقطة في مصر من خلال منظومة النقل الجماعي الحديثة.
توجيهات رئاسية بإنشاء شبكة نقل كهربائية حديثة بمنظومة النقل داخل القاهرة
أشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه عند عرض مخطط شبكة النقل الداخلي بالقاهرة الكبرى، بضرورة إنشاء شبكة نقل كهربائية حديثة تساهم في تقليل زمن التنقل للمواطنين، وتخفض من استهلاك الوقود والتكاليف، إلى جانب الحفاظ على البيئة.
أكد الوزير، أن سكان القاهرة الكبرى سيتمكنون من التنقل بسهولة بين مختلف أحيائها وصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة من خلال هذه الشبكة المتكاملة.
وأضاف، أن المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي الكهربائي تضم 14 محطة، على أن يُضاف إليها نحو 19 محطة أخرى خلال المرحلة الثانية، ليرتبط المسار بالكامل حتى يصل إلى المتحف المصري الكبير.
مناشدة المواطنين عدم السير في الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي
وجه وزير الصناعة والنقل دعوة إلى المواطنين للمساهمة في إنجاح هذا المشروع الحضاري من خلال الالتزام بالتعليمات المرورية والتعاون في الحفاظ على انسيابية التشغيل.
أكد الوزير، على أهمية التزام قائدي المركبات بعدم استخدام الحارة المخصصة لسير الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري، لما لذلك من تأثير مباشر على كفاءة وسلامة المنظومة.
كما طالب الركاب باستخدام الأنفاق أو الكباري المخصصة لعبور الطريق عند كل محطة، بدلاً من العبور السطحي، حفاظاً على سلامتهم وتفادياً لوقوع الحوادث.
أعرب الوزير عن ثقته في أن تكلل هذه التجربة بالنجاح، لتقدم خدمة متميزة تسهم في تحسين جودة الحياة لسكان القاهرة الكبرى.
قال المهندس محمود الشيخ، مدير المشروع، حول مراحل تنفيذ المشروع، الذي يبلغ طوله 110 كيلو مترات، ويتم تنفيذه على 3 مراحل ويشمل 48 محطة، بالإضافة إلى مواقف ومحطة شحن رئيسية + 3 محطات شحن فرعية.
قال مدير المشروع: تشمل المرحلة الأولى التي سيتم تشغيلها لجمهور الركاب 14 محطة في المسافة من إسكندرية الزراعي حتى أكاديمية الشرطة وهي محطات: (عدلي منصور “محطة غير نمطية” – عدد 2 محطة سطحية بكوبري مشاة “بهتيم وأكاديمية الشرطة” – عدد 11 محطة سطحية بنفق مشاة وهي محطات: (إسكندرية الزراعي والعقيد أحمد عبد الرحيم وشبرا بنها ومسطرد والخصوص والمرج والقلج ومؤسسة الزكاة، والفريق إبراهيم العرابي، والسلام وطريق السويس).
اقرأ أيضاً.. مباحثات مصرية إماراتية تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة وتبادل الرؤى
لفت إلى أنه جاري العمل في المرحلة الثانية بعدد 21 محطة في المسافة من المشير طنطاوي حتى تقاطع الفيوم متضمنة 3 محطات بمحور المريوطية (الهرم – الملك فيصل – ترسا)، ومحطة المتحف المصري الكبير (إسكندرية الصحراوي)، على أن يتم استكمال العمل في محطات المرحلة الثالثة بعدد 13 محطة، وذلك في المسافة من إسكندرية الزراعي حتى إسكندرية الصحراوي بعد إنهاء التوسعة بتلك المسافة.
كما يسهم هذا المشروع في ربط التقاطعات الرئيسية على الطريق الدائري، مثل تقاطع السويس، وتقاطع عدلي منصور، وتقاطع المرج، وتقاطع مسطرد.
مشروع الأتوبيس الترددي شريان رئيسي لربط شرق العاصمة بغربها
يعتبر هذا المشروع أحد الشرايين الرئيسية التي ستسهم في ربط شرق العاصمة بغربها مع الاتصال بالعاصمة الإدارية الجديدة بوسيلة نقل واحدة سريعة وحضارية ونظيفة وآمنة؛ ليتكامل مع وسائل النقل الأخرى.
تتبادل الخدمة مع كل من: (مترو الخط الأول في محطتي الزهراء – المرج)، و(مترو الخط الثالث في محطتي عدلي منصور – إمبابة)، والقطار الكهربائي الخفيف LRT في محطة عدلي منصور.
يذكر أن زمن التقاطر يبلغ 3 دقائق بما يعادل 20 أتوبيساً في الساعة وستصل مدة التقاطر إلى دقيقة ونصف دقيقة في أوقات الذروة؛ وذلك من أجل تقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب، مع التأكيد على أنه خلال المرحلتين الأولى والثانية من المشروع.
كما سيتم تسيير 100 أتوبيس كهربائي مكيف الهواء، تصل سعة كل أتوبيس إلى 66 راكباً بما يعادل (5 ميكروباصات)، وذلك لنقل 3200 راكب بالساعة في الاتجاهين.
