
ميناء الإسكندرية يسجل رقما قياسيا جديدا.. تشهد الموانئ المصرية خلال السنوات الأخيرة جهودا مكثفة من الدولة لتقليل زمن الإفراج الجمركي، ضمن خطة شاملة لتطوير قطاع النقل البحري وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني.
هذه الجهود انعكست بشكل واضح في تحقيق ميناء الإسكندرية رقما قياسيا جديدا في معدلات تداول البضائع خلال عام 2024.
وفي هذا التقرير يرصد موقع حزب الشعب الجمهوري الإجراءات الملموسة التي تتبناها الدولة لتقليل زمن الإفراج الجمركي بالمواني المصرية الامر الذي ساهم بدوره في تسجيل ميناء الإسكندرية رقما قياسيا خلال عام 2024 في معدلات تداول البضائع.
ميناء الإسكندرية يسجل رقما قياسيا
ويعد ميناء الإسكندرية والدخيلة من أبرز الموانئ الواقعة على البحر المتوسط، ويلعبان دورا محوريا في حركة التجارة المصرية والعالمية لذلك تسعى وزارة النقل المصرية إلى تنفيذ طفرة نوعية في هذا القطاع الحيوي من خلال عدد من المشروعات الاستراتيجية التي يتم تنفيذها وفق جدول زمني دقيق.

من بين أبرز هذه المشروعات مشروع إنشاء محطة للصب الجاف بميناء الدخيلة والذي يمثل خطوة كبيرة نحو زيادة قدرة الميناء على تخزين وتداول الحبوب والغلال، بما يسهم في دعم المخزون الاستراتيجي للدولة، خاصة في ظل المتغيرات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي.
ويهدف المشروع إلى إضافة طاقة استيعابية جديدة تتراوح ما بين 6 إلى 7 ملايين طن سنويا.
ويشتمل المشروع على إنشاء أرصفة بطول إجمالي يصل إلى 1160 مترا، وبعمق 16 مترا، وعلى مساحة تبلغ 300 ألف متر مربع. هذه الأرصفة ستكون قادرة على استقبال أربع سفن في وقت واحد، بطول 240 مترا لكل سفينة.
وقد بلغت نسبة تنفيذ المشروع حتى الآن حوالي 48.3%، بينما وصلت أعمال الردم إلى 85%، في حين تشير النسبة الإجمالية لتنفيذ المشروع إلى حوالي 41%.
وقد بدأت أعمال المشروع منذ يناير 2022، وتقوم بتنفيذه إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال.
وفي إطار تطوير منظومة الصب النظيف بميناء الدخيلة تم توقيع عقد هام بين الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وتحالف من الشركات، لإنشاء وتطوير وتشغيل وصيانة محطة ومنطقة لوجستية لتداول وتصنيع البضائع الصب النظيف، وذلك على مساحة 300 ألف متر مربع.
ويأتي هذا العقد في إطار تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت فضلا عن استكمال سلسلة من المشروعات العملاقة الجارية في ميناءي الإسكندرية والدخيلة.
هيئة ميناء الإسكندرية: المشروعات ستعزز من القدرة
وأكدت هيئة ميناء الإسكندرية أن هذه المشروعات ستعزز من قدرة الميناء على استقبال كميات ضخمة من البضائع كما ستمكنه من أداء دور محوري في حركة التبادل التجاري بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا ليصبح بذلك أحد أبرز موانئ البحر المتوسط من حيث الطاقة الاستيعابية والخدمات اللوجستية.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع إنشاء محطة الصب الجاف بميناء الإسكندرية قد حقق نسبة تنفيذ للبنية التحتية وصلت إلى نحو 51%، ويعد هذا المشروع مكملا لمشروع الدخيلة.
حيث يشتمل أيضا على أرصفة بطول 1160 مترا وعمق 16 مترا، وعلى نفس المساحة الأرضية البالغة 300 ألف متر مربع وبقدرة على استقبال 4 سفن في آن واحد، ما يعزز من إمكانيات الميناء في استقبال وتوزيع البضائع الصب النظيف إلى الموانئ الصغيرة في الدول المجاورة.
ويرتبط تاريخ ميناء الإسكندرية بجذور عميقة تعود إلى العصور الفرعونية، حيث تم إنشاء أول ميناء غرب جزيرة فرعون، ثم جاء الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، فقام بربط جزيرة فاروس بالبر عبر جسر طوله 1200 متر مما أسفر عن تكوين حوضين أحدهما للأغراض الحربية والآخر للتجارة، ويعد هذا الميناء اليوم امتدادا لتاريخ طويل في خدمة الملاحة البحرية.