آخر الأخبار

“من بلاد النيل إلى العالم ” .. المتحف المصري الكبير ينطلق ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الحضارة

إلى بلاد النيل تتجه أنظار العالم وتترقب، ميلادُ جديد لصرح حضاري مصري كبير، يُكشف عنه النقاب بعد أسابيع، مجسدًا نبض تاريخ الحضارة وأعظم إنجازا يضاف إلى العصر الحديث.. إنه المتحف المصري الكبير، درة التاج الذي يجمع لآلِئُّ الكنوز المصرية القديمة وخلاصة حضارة وقفت صامدة قرونًا أمام التاريخ.

المتحف المصري الكبير

يستحق إذا وُصف بأنه أكبر إنجازات مصر الحديثة؛ مصر الأصيلة بتاريخها العريق، يستحق أنه تطلق عليه من ألقاب التباهي ما تشاء، وكيف لا تتباهي بصرح يجمع بين أحضان أركانه ملوكا عظاما وقف أمام عجائبهم العالم والتاريخ.. إنهم ملوك الحضارة المصرية القديمة .. إنهم الفراعنة بدهاءهم السابق للعصور، هذا الدهاء النافذ سلساله فورثته أجيال بعد أجيال لإحياء المسيرة والأمجاد، فيشهدها العالم أجمع مهما مرت السنوات.

تمر السنوات وتبقى حضارة مصر شاهده لتخليد الزمان، يتسلمها جيل بعد جيل، يمضي متباهيا بهذه التاريخ، بل ويتفنن كل جيل، في كيفية الحفاظ على هذا الإرث كي يتسلمه من يكمل بعده المسيرة بأمان، فكانت فكرة المتاحف وحفظ الآثار هي الوسيلة.

أن تحفظ الآثر وتبقيه حيًا عبر الزمن، هذا تحدً، أما أن تحفظ الآثر في نفس المكان، فهذه الفضيلة.. تلك الفضيلة التي يجسدها المتحف المصري الكبير بعظمته في اختيار المكان، مكانًا اختاره الأجداد لنفسهم قبل قرون وسنوات، فوق تلك الهضبة المحاطة بأعمدة الأهرامات.

مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير

كانت بداية فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، ووُضع حجر الأساس منذ حوالي 23 عام، في 2002، بعد اختيار موقعه المميز حيث يطل على أهرامات الجيزة.

نُظمت مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف المصري الكبير، فازت بها شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، من خلال تقديمها للتصميم الحالي متحف ويعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

تم البدأ في تمهيد موقع المتحف المصري الكبير وتشييده في عام 2005، ثم تم إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، لترميم وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف.

القطع الأثرية بالمتحف المصري الكبير

يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية مميزة منها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في 1922، بالإضافة إلى مقتنيات آثرية متنوعة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

ومن أبرز القطع الأثرية الفريدة التي تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير أيضًا، تمثال مزدوج للآلهة آمون وموت، وعمود من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني، بجانب تمثال من الحجر الجيري للمعبودة إيزيس تحمل طفلها حورس، ولوحة كبيرة من الحجر الجيري للملك أمنمحات الأول.

يقدر عدد القطع الأثرية التي تم نقلها إلى المتحف بحوالي 51,472 قطعة.
ينما يصل عدد القطع الأثرية التي تم ترميمها 50,466 قطعة.
فيما يصل عدد القطع التي تم ترميمها من مركب خوفو الثانية 1240 من أصل 1272 قطعة تم استخراجها من موقع الاكتشاف، تم نقل عدد 1006 قطعة الى المتحف المصري الكبير.
ويقدر عدد القطع الأثرية التي تم نقلها من مجموعة الملك توت عنخ أمون بحوالي 5340 قطعة.
ويصل عدد القطع الأثرية التي تم وضعها على الدرج العظيم 42 قطعة من أصل 72 قطعة بالتصميم النهائي للدرج.

أهداف انشاء المتحف المصري الكبير

ويستهدف انشاء المتحف المصري الكبير إتاحة أمام الزوار المجموعات الأثرية باستخدام أحدث أساليب العرض المتحفي، إضافة إلى توثيق وتسجيل القطع الأثرية، وحفظها، تأمينها، دراستها، صيانتها، وترميمها، فضلا عن توعية النشء والمجتمع بالحضارة المصرية، و تنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر، وإعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية، عن طريق صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.

تكلفة انشاء المتحف المصري الكبير

وفي يناير الماضي كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، في تصريحات له، أن إجمالي تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت 1.2 مليار دولار، موزعة على 750 مليون دولار قروض، و 450 مليون دولار عبارة عن تمويل من الحكومة.

محتويات المتحف المصري الكبير

تفوق مساحة المتحف المصري الكبير أكثر من 500 ألف متر مربع، واكتمل تشييده عام 2021، حيث يعد أكبر متحف في العالم للآثار، بسعة 5 ملايين زائر سنويا.

ويشمل المتحف حديقة يزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند قدماء المصريين، كما يتضمن مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركز أبحاث.

فيما ستشمل جناباته أماكن للأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، ومناطق تجارية وحدائق ومتنزهات، فضلا عن منطقة المطاعم والأسواق وتضم 20 محل تجاري و8 مطاعم وفندق يسع 30 غرفة.

وخلال جولات زائري المتحف في صالة الاستقبال الرئيسة والمعروفة باسم البهو العظيم، يمكنهم مشاهدة ما يحتويه المتحف من قطع أثرية منها تمثال الملك رمسيس الثاني وعمود النصر للملك مرنبتاح، بالإضافة إلى تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي.

معامل الترميم

وفيما يتعلق بعامل الترميم في المتحف، تقع على مساحة 32 ألف متر، وهي كالتالي:

1- معمل الخزف والزجاج والمعادن ويتخص بترميم الأواني والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية.

2- معمل الأخشاب ويتم من خلاله ترميم القطع الأثرية المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزي والنماذج الخشبية.

3_ معمل الأحجار ويختص بترميم القطع الأثرية الحجرية الكبيرة.

4- معمل الميكروبيولوجي ويتم من خلاله دراسة وتحديد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الآثر لتحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف نموها.

5- معمل المومياوات، لترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبو منجل، أحد معبودات الفراعنة.

فكرة شعار المتحف المصري الكبير

تم الافصاح عن شعار المتحف المصري الكبير في 2018، من تصميم طارق عتريسي، اللبناني-الهولندي، بتكلفة 800 ألف جنيه مصري وجرى اختيار التصميم عن طريق لجنة مصرية.

وتدور فكرة تصميم الشعار حول التخطيط الأفقي للمتحف الذي تنفرج جوانبه لتطل على أهرام الجيزة، وأختير اللون البرتقالي للشعار ليعكس اللون الذي تضفيه الشمس على هضبة الأهرام عند الغروب، أما كتابة اسم المتحف بخط عربي انسيابي، تشير إلى من الكثبان والتلال الرملية للبيئة المحيطة.

أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير

وفيما يتعلق بأسعار تذاكر المتحف المصري الكبير فتكون وفقا لما أعلنته وزارة السياحة والآثار كالتالي:

_ الأشخاص فوق 21 سنة المتحف المصري الكبير معرض توت عنخ آمون: 350 جنيه
_ الأفراد من 6 – 21 سنة المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون: 200 جنيه

الطلاب: المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون: 200 جنيه
دخول مجاني للأطفال أقل من 6 سنوات، وذوي الاحتياجات الخاصة.

الاجانب: المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون 1200 جنيه مصري، و 750 جنيه للأطفال من 6 إلى 21.

احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

تستعد مصر لتنظيم احتفالات ضخمة بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، تستغرق ثلاثة أيام من 3 حتى 5 يوليو، تُجسّد اعتزاز الدولة المصرية بحضارتها العريقة، ليكون افتتاحا يليق مهيب يليق بامتنان الأحفاد للأجداد.

يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير، مناسبة وطنية ودولية، ويحضره عدد من رؤساء وأمراء وملوك وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، ليشهدوا الانجاز الضخم الذي حققته مصر لتقدم هذا العمل الحضاري الذي ينتظره العالم منذ أكثر من عقدين.

وأعلنت محافظة الجيزة، منح الموظفين إجازة رسمية مدفوعة الأجر، تزامنًا مع الحدث الثقافي الأكبر في تاريخ مصر الحديث، لإتاحة الفرصة للمواطنين للاحتفال بهذا الحدث الثقافي الضخم.

يذكر أنه لم تصدر الحكومة حتى الآن أي قرارات ما إذا كانت الاجازة ستشمل جميع محافظات الجمهورية أم ستقتصر على محافظة الجيزة.

وقال المتحدث باسم الحكومة المصرية المستشار محمد الحمصاني، إن هناك ترتيبات للاحتفالية سواء لوجستية أو إعداد للدعوات الرسمية للضيوف من الدول الخارجية.

وتنسق الشركة المتحدة مع الجهات المعنية لتسليط الضوء على الحفل الذي يهدف للترويج للمقاصد السياحية في مصر وعلى رأسها المتحف المصري الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى