
تقدم حزب الشعب الجمهوري بخالص التهنئة إلى أهالي محافظة جنوب سيناء بمناسبة العيد القومي للمحافظة.
وأكد الحزب في تهنئته أن هذا اليوم الذي استردت فيه مصر آخر قطعة أرض احتلها العـدو الإسرائيلي وهي “طابا” بالتحكيم الدولي، ليرتفع بعدها علم مصر عاليًا خفاقًا على كامل التراب الوطني، قائلا: “كل عام وأنتم بخير”.
يعد 19 مارس من كل عام هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء، ويوافق اليوم الذكرى الـ36 لاسترداد مدينة طابا، وعودتها للسيادة المصرية بعد رفع العلم المصري فوق أرضها.
تعد مدينة طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، حيث تبلغ مساحتها نحو كيلومتر مربع واحد (508.8 أفدنة)، ورغم صغر مساحتها، إلا أن معركة استعادتها استمرت لسنوات، لتسجل إحدى أبرز الإنجازات في تاريخ الدبلوماسية المصرية.
قبلت مصر التحكيم الدولي بشأن طابا، بعدما سعت إسرائيل إلى إثارة أزمة قبل انسحابها من سيناء برفضها مغادرة المدينة، وفي يونيو 1985، صدر قرار بتشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا، برئاسة الدكتور عصمت عبد المجيد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك.
وبعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على التحكيم، تم تشكيل لجنة بوزارة الخارجية برئاسة الدكتور نبيل العربي لإعداد مشارطة التحكيم، وشارك في اللجنة عدد من كبار السفراء، واستمرت المفاوضات لمدة ثمانية أشهر، حتى تم التوقيع على مشارطة التحكيم في 11 سبتمبر 1986.
على مدار 14 شهرا، خاضت مصر معركة دبلوماسية حاسمة انتهت بصدور حكم محكمة التحكيم في جنيف في 29 سبتمبر 1988، الذي أكد مصرية طابا، ورغم محاولات إسرائيل عرقلة تنفيذ الحكم، إلا أن مصر اتبعت الدبلوماسية الهادئة لإجبارها على التنفيذ، وبعد ستة أشهر من المساجلات، أعلنت إسرائيل قبولها القرار، وتم جلاء آخر جندي إسرائيلي عن طابا في 15 مارس 1989، وارتفع العلم المصري على أرضها في 19 مارس 1989.
واليوم، تعد طابا من أجمل الوجهات السياحية في مصر، حيث تتميز بمياهها النقية، وشمسها الدافئة، ومنتجعاتها الفاخرة، إضافةً إلى طبيعتها الساحرة، حيث تُحيطها الجبال والتضاريس الفريدة، ويُعد حصن صلاح الدين من أبرز معالمها، بعد أن قامت وزارة الآثار المصرية بترميمه ليظل شاهدًا على عراقة هذه المنطقة التاريخية.