آخر الأخبار

تصعيد عسكري ووقف اتفاقيات.. هل ينفجر النزاع بين الهند وباكستان؟

تتجه التوترات بين الهند وباكستان، على مدار الأيام القليلة الماضية، إلى منحنى خطير، سواء على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي، حيث يأتي ذلك على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع في إقليم كشمير (الذي يعد محل نزاع بين البلدين) يوم الثلاثاء الماضي، وراح ضحيته نحو 25 شخصا معظمهم سائحين.

التصعيد بين الهند وباكستان

وتتجه أنظار المجتمع الدولي والأوساط السياسية، إلى جنوب أسيا، وسط تخوفات من تصاعد التوترات، حيث تتبادل الدولتين النوويتين،  (الهند وباكستان)، الإتهامات، والقرارات الحادة التي من شئنها التصعيد الخطير بينهما، إلى أن وصل الأمر إلى الإشتباكات العسكرية على الحدود، مساء أمس الخميس.

الهند وباكستان

هجوم كشمير

وشهدت باهالجام في إقليم كشمير، الواقع بين الهند وباكستان، هجوما مسلحا الثلاثاء الماضي، راح ضحيته  25 سائحًا هنديًا ومواطن نيبالي، في حادث هو الأسوأ  في المنطقة المضطربة منذ عقدين تقريبا.

الشرطة  الهندية نشرت رسومات تقريبية لثلاثة من المشتبه بوقوفهم خلف الهجوم، وقالت إنهم كانوا يرتدون ملابس تقليدية، ويحمل أحدهم كاميرا على جسده.

النزاع حول إقليم كشمير

يذكر أن إقليم كشمير محل نزاع تاريخي بين الهند وباكستان، حيث تطالب كل منهما بالسيادة الكاملة عليه، رغم سيطرت كل طرف على جزء منه فقط في الوقت الحالي.

منفذي هجوم كشمير

وتبنت جماعة مقاومة كشمير الهجوم، حيث إدعت أن الضحايا لهم علاقة بأجهزة الأمن الهندية (وحدة سرية مكلفة بمهام استطلاعية) وليسوا سياح، محذرة من ما وصفته بتوطين آلاف الغرباء، في المنطقة، مؤكدة مواصلتها عملياتها ضد التغيير الديموجرافي _حسب قولها.

من جانبها الأجهزة الأمنية الهندية، تعتبر أن جماعة مقاومة كشمير، أحد أذرع مجموعات باكستانية مثل شكر طيبة وحزب المجاهدين، في حين تنفي باكستان هذه الإتهامات.

أعقاب الهجوم، بدأت التصعيدات والتوترات بين البلدين، إذ تزعم الهند بأن الجماعة التي تقف خلف الهجوم، لها نشاط داخل الأراضي الباكستانية، كما أن حكومة إسلام أباد من الداعمين لها.

تعليق اتفاقية نهر السند

وقررت نيودلهي في خطوة عقابية صارمة، يوم الأربعاء الماضي، تعليق اتفاقية تقاسم نهر السند، مع إسلام أباد، والتي مضى عليها نحو ستة عقود، متهمة باكستان بالوقوف خلف الهجوم.

من جانبها باكستان، نفت تورطها في الهجوم الذي وقع في إقيم كشمير، مهددة بأن أي محاولة لوقف أو تحويل تدفق المياه إلى أراضيها والتي لها الحق فيها بموجب الإتفاقية، تعتبر بمثابة عمل حربي يستوجب الرد بكل قوة من خلال الطيف الكامل للقوة الوطنية الباكستانية.

التصعيد الدبلوماسي بين الهند وباكستان

وأقدمت باكستان على رد دبلوماسي تجاه التصعيد من جانب الهند، إذ أعلنت إغلاق حدودها البرية ومجالها الجوي أمام نيودلهي، إضافة إلى تعليق جميع التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنديين، وطرد الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الهنود، على أن يغادرو البلاد قبل نهاية أبريل الجاري.

كما قررت إسلام أباد وقف التبادل التجاري مع الهند، معتبرة أن إغلاق إمدادات نهر السند بمثابة عمل حربي.

ردّت الهند على التصعيد الباكستاني بقرار رسمي يطالب الباكستانيين بمغادرة أراضيها في موعد أقصاه 29 أبريل، كما طالبت مواطنيها بمغادرة إسلام أباد بشكل فوري.

صراع عسكري وشيك بين الهند وباكستان

ووسط توترات من الإنزلاق إلى صراع عسكري وشيك بين البلدين، أعلنت مصادر عسكرية هندية صباح اليوم الجمعة، أن الجيش رد على إطلاق نار من قبل القوات الباكستانية، استهدف بعض المواقع الهندية على حدود البلدين في إقليم جامو وكشمير مساء الخميس.

ونقلت شبكة “إن دي تي في” الهندية، أن الجانب الباكستاني هو من بدأ بإطلاق النار، وأن القوات الهندية ردت عليه بشكل فعال دون تسجيل إصابات بشرية.

وحذر وزير الدفاع الباكستاني، برويز خان ختك، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا شنت الهند هجمات عسكرية عليها”، مشددا أن نيودلهي ستدفع الثمن، حال أقدمت على أي تصعيد.

كما أطلقت لجنة الأمن القومي الباكستانية تحذيرات حادة، بأن إسلام أباد ستتخذ إجراءات صارمة إذا تم المساس بسيادتها، مؤكدة أن اتهامات الهند الأخيرة ذات دوافع سياسية ولا أساس لها من الصحة ـ حسب بيان.

تحذيرات من تفاقم الوضع

ويحذر السياسيون حول العالم من استمرار التصعيد بين البلدين الذي قد يدفع إلى أزمة أوسع نطاقًا، خاصة في ظل إمتلاكهما أسلحة نووية وتاريخًا من النزاعات المسلحة، إذ يمثل خط السيطرة الفاصل بين الهند وباكستان إقليم كشمير نقطة توتر دائمة.

زر الذهاب إلى الأعلى