في خطوة جديدة تعكس تنامي العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، أعلنت شركة GAC الصينية، إحدى كبرى شركات صناعة السيارات في الصين، عن ضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار لإنشاء مصنع لتجميع وتصنيع السيارات في مصر.
يأتي هذا المشروع في إطار جهود تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، واستفادة الشركات الصينية من الفرص الواعدة التي توفرها البيئة الاستثمارية في مصر، خاصة في قطاع صناعة السيارات الذي يحظى بدعم حكومي كبير باعتباره أحد القطاعات الاستراتيجية ذات الأولوية في خطة التنمية الاقتصادية.
GAC الصينية لصناعة السيارات تستثمر 300 مليون دولار لإنشاء مصنع في مصر
أعلن فينج شينج يا، رئيس شركة GAC الصينية لصناعة السيارات، عن اعتزام الشركة استثمار 300 مليون دولار لإنشاء مصنع جديد لها في مصر، بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي والتوسع في التصدير إلى الخارج.
يأتي هذا التوجه في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، لتشجيع وتنمية صناعة السيارات في الدولة.
جاء ذلك خلال لقاء عقده حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مع وانج وي تشونج، حاكم مقاطعة قوانجدونج الصينية، الذي ترأس وفداً ضم ممثلين عن جهات حكومية مختلفة من المقاطعة، إلى جانب عدد من الشركات الصينية المهتمة بالاستثمار في السوق المصري.
ضم الوفد الشركات الصينية العاملة بالفعل في مصر، وفي مقدمتها شركات ميديا، وأوبو، وZTE للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وGAC لصناعة السيارات.
التعاون الاستثماري بين مصر والصين
ناقش الجانبان جدول أعمال التعاون الاستثماري خلال النصف الثاني من عام 2025، والذي يشمل مشاركة وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية في المنتدى الاقتصادي العالمي المقرر عقده في مدينة تيانجين الصينية خلال الفترة من 24 إلى 26 يونيو المقبل.
كما سيتم تنظيم لقاءات مع مجتمع الأعمال الصيني في كل من بكين وشنغهاي، ومن المقرر عقد منتدى الاستثمار المصري الصيني في القاهرة خلال يوليو المقبل، بحضور نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شو ون.
كما يجري التحضير حالياً للمشاركة في معرض الصين للاستيراد والتصدير، الذي ستستضيفه مقاطعة قواندونج الصينية أكتوبر المُقبل، بحضور 60 ألف مؤسسة اقتصادية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى.
شراكة استثمارية بين البلدين
وأوضح حسام هيبة، أن الزخم الكبير في أجندة التعاون الاستثماري بين مصر والصين يعود إلى عدة عوامل رئيسية، في مقدمتها التقارب السياسي بين قيادتي البلدين، إلى جانب جاذبية البيئة الاستثمارية في مصر، والتغيرات المستمرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي دفعت إلى إعادة تشكيل استراتيجيات الاستثمار وسلاسل القيمة المضافة على مستوى العالم.
أكد هيبة، أن هذه المعطيات أسهمت في زيادة وتيرة استقبال الهيئة لوفود استثمارية صينية، سواء بهدف الاستثمار أو لاستكشاف الفرص المتاحة في السوق المصري.
2800 شركة صينية تعمل في مصر باستثمارات تجاوزت 8 مليارات دولار
ووفق بيانات الهيئة العامة للاستثمار بلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر حوالي 2800 شركة، بإجمالي تكاليف استثمارية تجاوزت 8 مليارات دولار، منها علامات تجارية معروفة في السوق المصري، مثل أوبو وهاير وجوشي وميديا وتيدا وهواوي وبريليانس.
أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، أن الحكومة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بالاستثمارات الصينية، نظراً لما تحققه من فوائد متعددة، أبرزها نقل التكنولوجيا الصينية إلى السوق المصري، وتوفير فرص عمل كثيفة، فضلاً عن ضخامة رؤوس الأموال المستثمرة.
إنشاء مدينة نسيجية صينية في محافظة المنيا
أشار إلى أن الهيئة تخطط لإنشاء مدينة نسيجية صينية متكاملة في محافظة المنيا، بالتعاون مع اتحاد الصناعات النسيجية الصينية، ضمن إطار نظام المناطق الحرة الداعم للتصدير، موضحاً أنه تم منح الرخصة الذهبية، التي تُعد تصريحاً شاملاً لتأسيس وتشغيل الشركات، لـ 3 شركات صينية كبرى، وهي هاير، وميديا، وشن فنج.
ذكر حسام هيبة، أن الحكومة المصرية تستهدف استقطاب الاستثمارات الصينية في قطاعات صناعة السيارات ومواد البناء والمنسوجات والإلكترونيات والطاقة المتجددة ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والصين
من جانبه أكد وانج وي تشونج، حاكم مقاطعة قوانجدونج الصينية على عمق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الجانب المصري، حيث ترتبط البلدين بشراكة استراتيجية شاملة منذ عام 2014، وهي أعلى درجات العلاقات الخارجية، مشيراً إلى توجيهات الرئيس الصيني، شي جين بينج، بتعزيز التعاون مع الجانب المصري.
وأضاف، أن مقاطعة قوانجدونج بالذات تتحكم وحدها في خُمس حركة التجارة الصينية مع مصر، كما أن سكان المقاطعة هم الأكثر طلباً على السياحة المصرية، مقترحاً استضافة المقاطعة معرض ثقافي مصري دائم لدعم حركة السياحة بين البلدين.
قال تشو بنغ، الرئيس التنفيذي لشركة ZTE للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الشركة تستهدف التوسع في السوق المصري وتوطين التكنولوجيا الصينية في مصر استغلالاً للطلب الكبير من شركات خدمات الاتصالات المصرية على تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات.
اقرأ أيضاً.. التحول الرقمي.. مصر ضمن أفضل 12 دولة أداء بمؤشر الأمن السيبراني العالمي
من جهته، قال ما جيشيونغ، المدير العام لشركة أوبو – مصر، إن الشركة منذ بدء استثماراتها في السوق المصري عام 2014، قامت بإنشاء مصنعين على مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، وفرت نحو 1000 فرصة عمل.
وأوضح، أن المصانع تنتج بين 4 إلى 5 ملايين هاتف سنويًا، مشيرًا إلى أن الشركة الأم تخطط لتحويل مصانعها في مصر إلى مركزها الرئيسي الثاني للتصنيع بعد الصين، بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي والتوسع في التصدير إلى دول المنطقة.
