
تتواصل أعمال توريد محصول القمح من المزارعين إلى الحكومة في مختلف المحافظات حاليًا، حيث بدأ موسم الحصاد رسميًا الأسبوع الماضي، حيث تتوقع الحكومة أن يصل إنتاج القمح لعام 2025 إلى حوالي 10 مليون طن، مما يعكس الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
تشهد الدولة تطورًا ملحوظًا في قطاع الزراعة، خاصة في زراعة القمح الذي يعد المحصول الرئيسي في مصر وأكبر المحاصيل مساحةً بين جميع المحاصيل الزراعية في مختلف المحافظات، يرجع ذلك إلى أن مصر تُعد من أكبر دول العالم في استهلاك القمح، بالإضافة إلى كونها واحدة من أكبر مستوردي القمح عالميًا.
مصر تتوقع وصول إنتاجية القمح تقارب 10 مليون طن لعام 2025
قال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه من المتوقع أن تصل إنتاج القمح هذا العام إلى نحو 10 ملايين طن.
أشار إلى أن الحكومة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات توريد المحصول إلى الصوامع والشون بالسعر الذي حددته الدولة مبكرًا عند 2200 جنيه للأردب، وذلك بهدف دعم وتشجيع المزارعين على الاستمرار في إنتاج القمح وتوريده.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير الزراعة والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وروسالا فانيلي نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر موسم حصاد القمح بقرية عرب البياضين بمركز بلبيس في محافظة الشرقية.
يأتي ذلك في إطار أنشطة مشروع “بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر” الذي تنفذه وزارة الزراعة من خلال الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، بتمويل من الحكومة الألمانية يستهدف المشروع دعم أكثر من 21.400 أسرة في 75 قرية موزعة على 4 محافظات.
تعاون بين وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي
أكد وزير الزراعة خلال لقاء مفتوح مع عدد من المزارعين بالقرية على هامش افتتاح موسم الحصاد، على أهمية التعاون القائم بين وزارة الزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
أشار إلى الدور البارز الذي يلعبه البرنامج في مصر من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة تهدف إلى دعم صغار المزارعين، وتحسين مستوى معيشتهم، خاصة في صعيد مصر والمناطق الريفية، إلى جانب تعزيز حالة الأمن الغذائي.
وأوضح، أن وزارة الزراعة توفر جميع أشكال الدعم لمزارعي القمح، باعتباره أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية، وعلى رأسها إنتاج رغيف الخبز.
تواصل مستمر مع المزارعين لتقديم الدعم الفني
أشار إلى أنه على مدار موسم الزراعة، حرصت الوزارة على التواصل المستمر مع المزارعين، عبر علماء مركز البحوث الزراعية، والمهندسين والمرشدين الزراعيين، ومسؤولي مكافحة الآفات، لتقديم الدعم الفني اللازم ونشر التوصيات الفنية المناسبة، بما يضمن تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة وحماية المحصول من الأمراض والآفات.
نوه إلى أنه تم استنباط أصناف جديدة لإنتاج القمح تتميز بمقاومتها للأمراض وقدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاجيتها.
كما تم توفير التقاوي الجيدة من هذه الأصناف بالجمعيات الزراعية ومنافذ بيع التقاوي التابعة للوزارة، إلى جانب نشر الخريطة الصنفية للمحصول مبكرًا لتحديد أفضل الأصناف المناسبة لكل منطقة لضمان تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
حملات مكافحة وقوافل إرشادية لنشر الممارسات الزراعية الحديثة
وأوضح، أن الوزارة نفذت أيضًا حملات مكافحة وقوافل إرشادية، إلى جانب إقامة الحقول الإرشادية والندوات وأيام الحقل، بهدف نشر الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة بين مزارعي القمح.
وأضاف، أنه تم توجيه أجهزة الوزارة بالمتابعة المستمرة لعمليات الحصاد والتوريد بالمحافظات من خلال غرف عمليات، لعلاج اي مشكلات تواجه المزارعين، فضلا عن توفير الميكنة الزراعية من خلال أجهزة الوزارة وبالجمعيات الزراعية للتيسير على المزارعين خلال أعمال الحصاد لتقليل الفاقد والمجهود.
دعم وتسهيلات لتنمية القطاع الزراعي
أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن ترحيبه بزيارة وزير الزراعة للمحافظة، مشيدًا بجهوده المستمرة في متابعة الأنشطة الزراعية بمختلف محافظات الجمهورية، وتقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات لتنمية القطاع الزراعي.
كما ثمن المحافظ الدور الذي تقوم به الوزارة في حل مشكلات المزارعين، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتماشياً مع جهود التنمية الشاملة التي تشهدها محافظة الشرقية في مختلف القطاعات.
أكد محافظ الشرقية، حرص المحافظة على نجاح موسم حصاد القمح، خاصة بعد تصدرها خلال السنوات الماضية المركز الأول على مستوى الجمهورية في زراعة المحصول وتوريده.
متابعة يومية ميدانية لضمان انتظام عملية التوريد
أشار إلى وجود متابعة يومية ومستمرة ميدانية لضمان انتظام عملية التوريد، مع تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين، وذلك حتى اكتمال موسم الحصاد وتحقيق المستهدف، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الإطار.
وأضاف، أنه لن يُسمح بأي تهاون في عمليات التوريد هذا العام، مشددًا على أن هذه العملية تُعتبر مهمة قومية، مطالباً جموع المزارعين بالالتزام بتوريد القمح إلى الصوامع والشون المخصصة، حفاظًا على الصالح العام.
أكد المحافظ، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بعملية توريد الأقماح، ولن تدخر جهدًا في تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين بهدف تحسين مستوى معيشتهم واقتصادهم.
تطبيق ممارسات زراعية مبتكرة
من جانبها، أكدت روسالا فانيلي، نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، أن زيارتنا اليوم إلى محافظة الشرقية، برفقة وزير الزراعة ومحافظ الشرقية، تُعد تذكيرًا قويًا بما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والشراكة.
أشارت إلى أن البرنامج يعمل مع وزارة الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة قدرة المجتمعات الريفية في مصر على الصمود من خلال تطبيق ممارسات زراعية مبتكرة تشمل نماذج توحيد الأراضي، والري بالطاقة الشمسية، وتحسين نظم القنوات، مما يساهم في توفير ما يصل إلى 30% من استهلاك المياه.
أعربت عن فخرها بالتعاون مع شركاء، بما فيهم الحكومة الألمانية التي ساهم دعمها في تحويل هذه المبادرات إلى واقع.
اقرأ أيضاً.. 118.5 مليار جنيه إجمالي تمويلات الأنشطة المالية غير المصرفية بنهاية فبراير 2025
على هامش افتتاح موسم الحصاد، تم تفقد أنشطة مشروع “بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي للأسر الريفية الضعيفة في مصر” في قرية عرب البياضين بمحافظة الشرقية.
تم افتتاح محطة ري تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 30 كيلو وات، بالإضافة إلى المسقى المطور في القرية الذي يمتد لحوالي 570 مترًا، والذي يخدم 25 فدانًا.
كما تم تفقد آلات وماكينات الحصاد التي قدمها المشروع لدعم مزارعي المحافظة، والبالغ عددها 20 ماكينة، وذلك للمساعدة في حصاد وضم وتربيط القمح، بهدف تقليل الفاقد والتكاليف والمجهود المبذول.
دعم المزارعين باستخدام آلات متطورة
من جانبه، استعرض الدكتور علي حزين، رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، جهود المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يمثل مثالًا عمليًا لتوحيد الحيازات في تجمعات تصل إلى 55 فدانًا، ويستفيد منه حوالي 126 مزارعًا في القرية.
وأضاف، أنه تم تنفيذ مسقى مطورة ومحطة طاقة شمسية، مما أسهم في زيادة الإنتاجية بنحو 20%، وخفض فقدان المياه بنسبة 30%، بالإضافة إلى توفير نحو 2500 لتر من الديزل في المتوسط.
تابع: أن المشروع يُنفذ في محافظات الشرقية، سوهاج، الأقصر، وأسوان، ويشمل دعم 21,400 أسرة ريفية في 75 قرية.
يهدف المشروع إلى تعزيز الأمن الغذائي في مصر، مع التركيز على المجتمعات الريفية الأكثر ضعفًا، خاصة صغار المزارعين، للتخفيف من تأثيرات الأزمات المختلفة وبناء قدرتهم على الصمود في مواجهة التحديات المستقبلية، سواء كانت اقتصادية أو مناخية.
وأوضح، أن المشروع ساهم في تحسين ممارسات الزراعة والري المستدامة في المجتمعات المستهدفة من خلال أنشطة توحيد الحيازات الزراعية، وتطوير المساقي، وتعزيز الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة.
يستفيد من هذه الأنشطة نحو 20 ألف من صغار المزارعين وأكثر من 7000 فدان من خلال تدريبات على الممارسات الزراعية الجيدة، واستخدام بذور مقاومة للحرارة، وتوفير ميكنة زراعية حديثة، نتيجة لهذه الجهود، ساهم المشروع في تحسين إنتاجية المزارعين بمعدل متوسط بلغ 20%.
إنشاء وحدات حصاد مجتمعية
وأضاف، أنه تم أيضاً إنشاء وحدات حصاد مجتمعية وتدريب العاملين عليها من خلال توزيع 75 ماكينة حصاد للقمح على الجمعيات الأهلية لدعم المزارعين في 75 قرية بهدف تقليل الفاقد وتحسين كفاءة الحصاد، كذلك تم ربط المزارعين بالأسواق لترويج المنتجات المحلية من خلال المشاركة في المعارض الزراعية المحلية والدولية.
قال حزين: إنه أيضاً تم دعم تلك القرى بحوالي 75 جهاز للانذار المناخي المبكر بالجمعيات لتقديم توقعات الطقس وإرشادات الحد من أثر التغيرات المناخية علي العملية الزراعية، كذلك تم العمل على تقوية البنية المؤسسية للمجتمع المحلي من خلال رفع كفاءة الهيئات والجمعيات الشريكة لتشكيل مجموعات منتجين للقمح و قيادة وتنفيذ الأنشطة التنموية.
فيما استعرض عدد من المزارعين خلال اللقاء، تجاربهم ومدى الاستفادة من أنشطة المشروع بالقرية، في سبيل تحقيق التنمية الريفية المستدامة.
حضر الفعاليات الدكتور أحمد عبدالمعطي، نائب محافظ الشرقية، والمهندس مجدي عبدالله، المشرف على مكتب وزير الزراعة، والدكتور حسن الفولي، رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، والدكتور أحمد عضام، رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، والدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة.
كما حضر الدكتور علي حزين، رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، والدكتور علاء خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور أنور عيسى، رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات، والمهندس أسعد منادي، رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي، والمهندس عماد جنجن، مدير مديرية الزراعة بالشرقية، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة والمحافظة وبرنامج الأغذية العالمي.