
عكست الزيارة الحالية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، مدى عمق التعاون الإستراتيجي بين القاهرة وباريس، حيث حملت رسائل استراتيجية ودفاعية وشعبية واقتصادية متعددة، وسط حفاوة جسدت الأمن والاستقرار الذي تعيشه مصر.
اقرأ أيضا: إيمانويل ماكرون: مصر أول من وثق في الرافال الفرنسية.. وزيارتنا تعزز شراكتنا
زيارة ماكرون إلى مصر
و صاحبت طائرات الرافال المصرية الرئيس الفرنسي، في مشهد يرمز إلى عمق التعاون الدفاعي بين البلدين، كما شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات وشراكات استراتيجية من شأنها تعزيز التعاون في مجالات عدة، بالإضافة إلى تناول الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها قضية غزة والأوضاع الإنسانية في القطاع.
طائرات الرافال
اقترنت بداية الرسائل التي تحملها زيارة ماكرون للقاهرة، بدخوله للمجال الجوي المصري، إذا رافقته طائرة رافال التي استوردتها مصر من فرنسا، ضمن الصفقات بين البلدين، مما يعكس عمق التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وباريس.
الرئيس الفرنسي نشر مقطع فيديو له من طائرات الرافال المصرية، وكتب: “وصلنا إلى مصر برفقة طائرات الرافال المصرية، وهذه الطائرات رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي”.
حفاوة شعبية في خان الخليلي
وفور وصول ماكرون، إلى القاهرة، اصطحبه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جولة تاريخية بمنطقة الحسين وشارع خان الخليلي، وتناولا العشاء في مقهى نجيب محفوظ، وسط حفاوة واستقبال شعبي مهيب، عكس مدى الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر.


وحرصت الحشود الشعبية، على التقاط الصور التذكارية مع الرئيس السيسي وضيفه الفرنسي أثناء الجولة وسط ترحيب واحتفال كبير.
اليهود كانوا عايشين هنا
وخلال الجولة قال الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي: ” أنا كبير في السن وشوفت ده بعيني.. حضرت اليهود، الإنجليز، الطليان، اليونانيين، الأرمن… كلهم كانوا عايشين هنا”، في إشارة منه إلى أن مصر بلد التسامح والتعايش بين الجميع.

ومن المقرر أن تشهد الزيارة والتي تستغرق ثلاث أيام، بحث سبل التعاون والعلاقات بين البلدين، فضلا عن الأوضاع الملتهبة بمنطقة الشرق الأوسط لا سيما أحداث غزة والضغط على إسرائيل لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
استقبال رسمي لماكرون
واستقبل الرئيس السيسي، نظيره الفرنسي في قصر الاتحادية الاتحادية وسط مراسم رسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
عقد الرئيسان مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما وقعا إعلانا مشتركاً لترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وشهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، بما يفتح آفاق جديدة، تحقق مصالح بلدينا وتطلعات الشعبين الصديقين.

استعرضت المباحثات العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وفرنسا، فى كافة المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر.
التطورات في غزة
كما تناول السيسي وماكرون التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما الوضع المأساوى فى قطاع غزة، حيث أكدا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق الرهائن.
توافقا الرئيسان على رفض دعوات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وبحثا الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية فى القطاع.
وأكد السيسي أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم فى الشرق الأوسط، سيظل أمرا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها.
وتناولت المباحثات أيضا التطورات التى تشهدها سوريا ولبنان، والأحداث التي تشهدها بعض الدول الأخرى بالمنطقة. منها السودان والقرن الإفريقي.
الأمن المائي لمصر
لم تغفل القمة قضية الأمن المائي لمصر، حيث أكد السيسي موقف مصر الراسخ، الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخى جغرافى، يجمع دول الحوض، وعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتمسكها بالالتزام بقواعد القانون الدولى، وتحقيق المنفعة للجميع، مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصرى التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها.

أغنية حلوة يا بلدي
على أنغام أغنية “حلوة يابلدي”، توجه ماكرن بالشكر للسيسي والشعب المصري على الاستقبال الحار، بفديو نشره يظهر لقطات من جولته في القاهرة، وبها الأغنية.
وأكد الرئيس الفرنسي على التعاون الوثيق بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات، بينها الصناعات الغذائية والطاقة والخدمات، نوضحا أن هناك شراكة قوية ستزداد متانة بمناسبة هذه الزيارة، في اليوم الذي تصل فيه أول طائرتين من طراز رافال ضمن الدفعة الثانية إلى الأجواء المصرية، وهو ما يعكس عمق التعاون الدفاعي بين البلدين.
الرافال الفرنسية
أضاف ماكرون:” انتم أول من وثق في الرافال الفرنسية وتبعتكم دول كثيرة، وسيكون هناك تعزيز لهذه الشراكة بيننا بمناسبة هذه الزيارة”.
وأكد أن فرنسا تعد المستثمر الأوروبي الأول في مصر خارج قطاع المحروقات؛ حيث تتجاوز قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر أكثر من 7 مليارات يورو.
وشدد ماكرون على أهمية استئناف المفاوضات لوقف حرب غزة دون تأخير وبشكل بناء، مشيدا بالجهود المستمرة التي تبذلها مصر في سبيل وقف إطلاق النار والعمل على إطلاق سراح الرهائن.
وقال ماكرون: “نحن نعارض بشدة الترحيل القسري للسكان، ورفضنا القاطع لضم غزة والضفة الغربية، وأود أن أكرر دعمنا لخطة إعادة الإعمار في غزة، التي تبنتها الجامعة العربية في الرابع من مارس الماضي”.
زيارة ماكرون للعريش
كما أنه من المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي في زيارة إلى العريش على بعد 50 كم من معبر رفح، في رسالة للعالم بضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، وما يؤكد الدعم الفرنسي لوقف اطلاق النار في القطاع.
وتضمن جدول أعمال الزيارة عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي والعاهل الأردني لبحث التطورات في القضية الفلسطينية.