تواصل الدولة جهودها المكثفة لدعم منظومة الأمن الغذائي، حيث أعلنت الجهات الحكومية المعنية عن تسلُّم نحو 3.7 مليون طن من القمح المحلي من المزارعين، ضمن موسم توريد القمح لعام 2025.
يأتي هذا في إطار خطة استراتيجية تستهدف تعزيز المخزون الاستراتيجي من القمح، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال تشجيع المزارعين على التوريد وتوفير كافة التيسيرات اللازمة لهم.
يعكس هذا الإنجاز نجاح منظومة التوريد والتعاون الوثيق بين وزارات الزراعة والتموين والجهات التمويلية، وعلى رأسها البنك الزراعي المصري، لضمان موسم ناجح يلبّي احتياجات الدولة من هذا المحصول الحيوي.
مصر تتسلم 3.7 مليون طن قمح من المزارعين
أجرى علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، زيارة تفقدية إلى شونة توريد القمح بقرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وذلك برفقة المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، ومحمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري.
كما شارك في الزيارة المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، إلى جانب وفد رفيع المستوى من قيادات الوزارة، بهدف متابعة سير أعمال توريد القمح ومتابعة الجهود المبذولة لدعم المنظومة الزراعية بالمحافظة.
أكد وزير الزراعة، الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة المصرية لمزارعي القمح، وتقديم كافة سبل الدعم لهم، باعتباره محصولًا استراتيجيًا هامًا، يدخل في العديد من الصناعات الغذائية، وعلى رأسها رغيف الخبز المدعم، والذي تستهدف الدولة تغطية إنتاجه من القمح المحلي.
3.14 مليون فدان إجمالي المساحات المنزرعة بالقمح في عام 2025
أشار إلى أن إجمالي المساحات المنزرعة بالقمح هذا العام بلغت حوالي 3.14 مليون فدان على مستوى محافظات الجمهورية، كما بلغ إجمالي ما تم توريده حتى صباح اليوم أكثر من 3.7 مليون طن على مستوى جميع المحافظات حتى الآن.
نوه إلى أن الدولة استعدت مبكرًا لزراعة محصول القمح، بداية من تحديد سعر مجزٍ لاستلام المحصول من الفلاح، وذلك في وقت مبكر وقبل موسم الزراعة بوقت كافٍ، وهو 2200 جنيه للأردب، متخطيًا بذلك السعر العالمي للمحصول، لتشجيع المزارع على زراعة المحصول.
كما يتم توفير جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي للمزارع، إلى جانب تقديم مختلف أشكال الدعم الفني من خلال الإرشاد الزراعي، والمتابعة المستمرة، وعمليات المكافحة، بالإضافة إلى المرور الدوري المنتظم على الحقول، وتقديم التوصيات الفنية والممارسات الزراعية السليمة.
يهدف ذلك إلى تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة للمحاصيل، بما يسهم في زيادة الإنتاج الزراعي من جهة، ورفع دخل المزارع وتحسين مستوى معيشته من جهة أخرى.
اقرأ أيضاً.. ظواهر جوية استثنائية ضربت عروس البحر.. ماذا حدث في الإسكندرية فجر السبت؟
وأضاف وزير الزراعة، أنه تم أيضًا توفير الميكنة الزراعية وتخفيض أسعارها لدعم المزارعين، وتوفير الوقت والجهد، ودعم الممارسات الخاصة بتقليل الفاقد والهدر للمحصول.
أشار إلى استمرار الدولة المصرية في تقديم كافة أشكال الدعم للمزارعين لتحقيق الأمن الغذائي، وأن هناك تناغمًا بين كافة أجهزة الدولة للتيسير على المزارع والفلاح وتقديم الخدمات للمواطنين.
نجاحات وقفزات في صادرات مصر الزراعية
أكد فاروق، أن المشروعات الزراعية الكبرى التي أطلقت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لها دور بارز في توسيع الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ، وهو ما أسهم أيضاً في تعزيز قدرة مصر على التوسع في صادراتها الزراعية.
وأضاف، أن الصادرات الزراعية المصرية تواصل تحقيق نجاحات متتالية وقفزات نوعية، بفضل جودة المنتجات والحاصلات الزراعية التي تحظى بسمعة طيبة على المستوى العالمي.
وأوضح وزير الزراعة خلال لقائه وعدد من مزارعي القمح والموردين بالشونة، أنه تم هذا العام علاج أي أزمات أو مشكلات خاصة بتوافر الأسمدة المدعمة في الجمعيات الزراعية، من خلال المنظومة التي تم اعتمادها لهذا الشأن.
تفتيش ورقابة ومتابعة مستمرة لوصول الدعم لمستحقيه من الأسمدة
أشار إلى أن هناك تفتيشًا مستمرًا ورقابة ومتابعة لضمان وصول الدعم لمستحقيه من الأسمدة وكافة مستلزمات الإنتاج الزراعي، بما يساهم في حماية الفلاح.
لفت إلى أنه تم التوسع أيضًا في الخدمات الإرشادية المقدمة للفلاح، وكذلك الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة والمتطورة. وأوضح أنه سيتم أيضًا مضاعفة الحقول الإرشادية، وتكثيف الجهود للتواصل الدائم والمستمر مع المزارعين من قبل كافة الجهات بالوزارة.
اطئمن وزير الزراعة من المزارعين على أن هناك متابعة مستمرة، كذلك يتم التيسير عليهم خال عمليات التوريد، التي لازالت مستمرة، فضلاً عن ضمان حصولهم على مستحقاتهم المالية نظير القمح المورد في أسرع وقت وفي مدة تتراوح بين 24 و48 ساعة.
تقديم دعم وتسهيلات لتنمية القطاع الزراعي
من جهته، رحب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بزيارة وزير الزراعة للمحافظة، مثمنًا متابعته المستمرة لكافة الأنشطة الزراعية المختلفة داخل محافظات الجمهورية، وتقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة لتنمية القطاع الزراعي، فضلًا عن جهود الوزارة في حل مشكلات المزارعين.
أكد المحافظ، اهتمام المحافظة البالغ بمحصول القمح، وذلك بعد تصدر المحافظة خلال السنوات الماضية المركز الأول على مستوى محافظات الجمهورية في زراعته وتوريده.
وأوضح، أن المساحة المزروعة بمحافظة الشرقية هذا العام بلغت نحو 370.183 فدانًا، موزعة على مراكز ومدن المحافظة.
قد تم تجهيز 55 موقعًا لاستقبال القمح المورد، تشمل 13 صومعة و42 شونة بمختلف مراكز ومدن المحافظة، بطاقة تخزينية إجمالية تصل إلى 759.376 طنًا، بلغ إجمالي كميات القمح التي تم توريدها حتى الآن حوالي 584.038 طنًا، من بينها 4594 طنًا تقاوي.
الشون التابعة للبنك الزراعي المصري تستقبل 600 ألف طن من القمح المحلي بنسبة زيادة 10%
أكد محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، أن الشون والسعات التخزينية التابعة للبنك في مختلف المحافظات استقبلت منذ بدء موسم توريد القمح منتصف أبريل وحتى الآن أكثر من 600 ألف طن من القمح المحلي، وذلك من خلال 190 موقعًا تخزينيًا تابعًا للبنك.
وأوضح، أن هذه الكميات تمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس مؤشرات إيجابية لموسم توريد ناجح.
أشار إلى أن القيمة الإجمالية للقمح المورد بلغت نحو 88.2 مليار جنيه، تم صرفها للمزارعين والموردين خلال 24 ساعة فقط من توريد المحصول، وفقًا لأسعار ومواصفات التوريد التي أعلنتها وزارة التموين.
يأتي ذلك في إطار حرص البنك الزراعي المصري على دعم جهود الدولة في رفع معدلات التوريد، وتكوين مخزون استراتيجي آمن من القمح المحلي، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
