
في حلقة جديدة من البرنامج الديني “قصص لا تُنسى” الذي أطلقه حزب الشعب الجمهوري خلال شهر رمضان المبارك، استعرضت الدكتورة وفاء عبد السلام، واعظة بوزارة الأوقاف، قصة ملهمة تجسد أسمى معاني حسن الخلق والبر بالوالدين، وكيف وصل بصاحبها إلى مكانة عظيمة عند الله ورسوله.
قصة أويس بن عامر القرني
بدأت الدكتورة وفاء حديثها في برنامج “قصص لا تُنسى” بالتأكيد على أهمية حسن الخلق في حياة المسلم، وكيف أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه هو سبيل الفلاح. ثم انتقلت إلى قصة رجل من التابعين، يُعد من خيرة الصالحين، وهو سيدنا أويس بن عامر القرني.
سيدنا أويس، الذي سكن اليمن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرَ النبي، كان لديه فرصة للهجرة إلى المدينة المنورة ولقاء الرسول الكريم، ولكنه آثر البقاء بجوار والدته المريضة ورعايتها. هذا البر العظيم بالوالدة هو ما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلاً: “يا عمر، إذا لقيت أويس بن عامر القرني، فاسأل الله أن يدعو الله لك وأن يستغفر الله لك”.
وتوضح الدكتورة وفاء أن هذا التوجيه النبوي يعكس المكانة العظيمة التي بلغها أويس القرني بفضل بره بوالدته وحسن خلقه. فقد أطلعه الله على حاله، ووصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة يعرف بها أويس، وهي أنه كان مصابًا بالبرص وشفي منه إلا موضع درهم.
وبالفعل، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب، التقى سيدنا عمر بأويس القرني وسأله عن العلامة التي وصفها له رسول الله. فاعترف أويس بذلك، وطلب منه سيدنا عمر أن يدعو له ويستغفر له.
وتشير الدكتورة وفاء إلى أن سيدنا أويس بعد ذلك فضل الاختفاء عن الناس، وذهب إلى الكوفة، رغبة في أن يكون هذا العمل الصالح خبيئة بينه وبين ربه.
في ختام حديثها، دعت الدكتورة وفاء إلى الاقتداء بهؤلاء الصالحين الذين تجلت في أخلاقهم وتعاملاتهم أسمى معاني البر وصلة الأرحام، مؤكدة على أن حسن الخلق والبر بالوالدين هما طريقان للوصول إلى مرضاة الله ورفع الدرجات.
وفي نهاية حلقة برنامج “قصص لا تُنسى”، طرحت الدكتورة وفاء سؤالاً: من هو الصحابي الذي كان يشتهر بين الصحابة بأنه أبر الناس بأمه؟
يُعرض برنامج “قصص لا تُنسى” من السبت إلى الأربعاء في تمام الخامسة مساءً، حيث يسلط الضوء على قصص إيمانية وعبر لا تُنسى، بهدف تعزيز الوعي الديني ونشر القيم الإسلامية.
يُذكر أن برنامج “قصص لا تُنسى” يستضيف نخبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الذين يقدمون محتوى دينيًا متميزًا يهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية والتوعية بأهمية الشهر المبارك.