
شهدت مدينة الإسكندرية في ساعات فجر يوم السبت الموافق 31 مايو 2025، حدث مناخي ومفاجئ تمثل في موجة طقس قاسية وغير مألوفة على الإطلاق لهذه الفترة من العام.
حيث اجتاحت المدينة عاصفة شتوية عنيفة اشتملت على ثلوج كثيفة تساقطت بغزارة، صاحبها عواصف رعدية شديدة وومضات برق متلاحقة، مما أحدث حالة من القلق بين أبناء المدينة الساحلية المعتادة على مناخ أكثر اعتدال في مثل هذا التوقيت.
مع بداية هذه الموجة المفاجئة، خيم الحزن على منصات التواصل الاجتماعي بعدما عبر السكندريون عن مشاعر الخوف التي انتباتهم.
ووصف العديد منهم المشهد بأنه يشبه عاصفة قطبية مصغرة ونشروا على الفور مئات الصور ومقاطع الفيديو التي توثق لحظات تساقط الثلوج الكثيفة التي غطت الشوارع والسطوح، بالإضافة إلى مشاهد غمر مياه الأمطار الغزيرة للعديد من الطرق والأنفاق السفلية.
اضطرابات في الإسكندرية وتعطل حركة المرور
تسببت شدة الأمطار والثلوج في حدوث شلل مؤقت في أجزاء من المدينة حيث أدت غزارة الأمطار إلى تجمعات مائية كبيرة وغمر عدد من الأنفاق الحيوية، ما عطل حركة السير بشكل ملحوظ في شوارع رئيسية.\
كما عانت بعض المناطق من انقطاع في خدمات الاتصالات والإنترنت، الأمر الذي زاد من صعوبة التواصل وعمق شعور الإرباك والاستياء بين المواطنين، خاصة مع استمرار الأحوال الجوية الصعبة.
استجابة طارئة
في مواجهة هذه الأزمة المفاجئة، تحركت الجهات الرسمية بسرعة حيث أعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية رفع حالة الاستعداد القصوى.
وأوضح اللواء محمود نافع، رئيس الشركة، أن جميع الإمكانيات تم تعبئتها، حيث تم نشر سيارات شفط المياه بكثافة وتكثيف أعمال تطهير البيارات والشوادر والمطابق، مع تركيز الجهود بشكل خاص على المناطق الساخنة المعروفة تاريخيا بتجمع مياه الأمطار.
وأكد نافع على عمل الفرق الميدانية على مدار الساعة لضمان استمرارية انسياب حركة المرور قدر الإمكان ومنع تفاقم الأضرار الناجمة عن السيول والثلوج.
لم تمر العاصفة دون خسائر مادية، حيث شهدت عروس البحر حادثة سقوط شرفة منزل بشكل كامل على مركبة متوقفة تحته، مما تسبب في تلفيات بالغة بالمركبة، بالإضافة إلى تعطل الغديد من المركبات وغرقهم في بعض الانفاق التي غمرتها المياه والثلوج.
ودعا العيد من المواطنين لضرورة تطوير البنية التحتية للمدينة وتعزيز قدراتها على استيعاب مثل هذه الكميات الكبيرة وغير المتوقعة من الأمطار والثلوج، ووضع خطط طوارئ أكثر شمولا لمواجهة تداعيات التقلبات المناخية الحادة والمتسارعة التي قد تشهدها المنطقة.